Saturday, July 2, 2011

تراب "باسل زايد" - آدم

"بكرة إعلان الدولة .. شو هالدولة شو هالدولة .. نيال اللي ضله ملزق بلكي يلحق هالدولة .. راحت عللي ما استنى راح وما لحق هالدولة ... لا فيها سلاح ولا جنود ما بيلزمنا .. أصلاً ما في إلها حدود ما بيلزمنا .. وليش الشرطة وليش الجيش ما بيلزمنا .. حتى اللي بيسألنا ليش ما بيلزمنا .. بكرة إعلان الدولة .. شو هالدولة شو هالدولة" .. تعبر هذه الكلمات التي ترافقها موسيقى مبتكرة ورشيقة ومتغيرة لأغنية "بكرة إعلان الدولة" عن النفس الغنائي الجديد للفنان باسل زايد وفرقته تراب في الألبوم الجديد "آدم"، الذي يتجهون فيه نحو مزيد من المباشرة في التعبير عن نبض الشارع، ولسان حاله المسكوت عنه، أو ربما المسكت رغماً عنه، بسخرية لاذعة ربما تتقاطع ورؤية فنانين عرب عبروا عن فكرهم بغناء من هذا القبيل كزياد الرحباني، وسميح شقير، لكن بشكل متمايز ومختلف لا يقلد أحداً، ويوجه البوصلة إلى العمق الفلسطيني.
الموسيقى المحببة والتوزيع الذكي لباسل زايد والكلمات الرشيقة والمعبرة للشاعر عامر بدران في آن لأغنية "بكرة إعلان الدولة"، جعلتها مقربة من الجمهور القليل الذي استمع إليها حتى الآن سواء في الدنمارك أو بعض الحفلات الصغيرة، فحفل الإطلاق الرسمي لألبوم "آدم"، وهو من إنناج شركة "كيلاني برودكشنز"، سيكون في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في قصر رام الله الثقافي، يليه حفلات في مدن فلسطينية أخرى، بل يجري الترتيب لحفلات في عواصم ومدن عربية منها العاصمة الأردنية عمان، ومدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة.
ويضم الألبوم العديد من الأغاني التي تأتي "ع الوجع" في نقدها للاحتلال، وللأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في فلسطين، ومنها بينها أغنية "شرّق غرّب" للشاعر سامر الصالحي، ومن كلماتها "قرب جرب شوف المهرب كيف مخرب بيت الناس .. سارقها عنيها يا عيني عليها يا ويلي عليها كيف تنداس .. مشاريع وطنية آه وطنية احتكارية لبعض الناس .. وانت الملخوم .. مسطل ومهموم .. ومش قادر تقوم وميت خوف".


أما أغنية "مرحبا" فتندرج في إطار الأغاني التأملية الإنسانية حيث يقول مطلعها "مرحبا للناس لما تزهق الروتين ويصير بدها حدا يحكي مرحبا .. مرحبا لاتنين عشاق مقهورين لما قطعنا حبهم بالمرحبا .. مرحبا للشارع اللي كل يوم بنقطعوا .. للزمان اللي قطع أعمارنا معه .. للخوف منه .. مرحبا".
ومن الأغنيات المنتقدة لسياسات الاحتلال العنصرية أغنية "مرت دورية بالليل"، وتقول كلماتها: "مرت دورية بالليل مسكت مجنون بيشبهني .. حامل طبشورة وع الليل بيكتب شعر بشبهني ... كان يفكر إنه الحارة شي ساعة وبتصير نهار يصحوا الناس وديك الجارة غافي ومش فاهم شو صار"، وأغنية "انكسر جيش الدفاع" التي تتحدث عن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني الأعزل في تهكم عال من مصطلح "جيش الدفاع"، الذي يرى زايد أنه كان يجب أن يستبدل بمصطلحات من قبيل "جيش البطش".
وتتناول أغنية "مقابر الأرقام" حكاية جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال فيما يعرف باسم "مقابر الأرقام"، وبعضها يعود لعشرات السنوات، عبر نص متخيل لجثمان شهيد يغادر مقبرته المجهولة، فيروي حكايته ويذهب لزيارة الجثامين التي لا تزال محتجزة.
وإضافة إلى الأغنيات التي كتب كلماتها باستثناء أغنية "شرّق غرّب"، الشاعر عامر بدران، ولحنها ووزعها الفنان باسل زايد، في حين نفذت فرقة سراب الموسيقى المرافقة.
يضم الألبوم مقطوعتين موسيقيتين الأولى تحمل اسم "حرب أهلية" كان ألفها زايد قبل الانقسام الداخلي، وقال عنها: لم تكن مقطوعة حرب أهلية تتحدث عن واقع حدث حين قمت بتأليفها بل لواقع توقعت حدوثه، لكن ما حدث كان أشد وأفظع مما كنت أتوقعه".
وحمل الألبوم اسم المقطوعة الثانية "آدم"، وعنها يقول زايد: آدم طفل متسرب من مدرسته يبيع أشياء عدة عند حاجز قلنديا العسكري، وجدت فيه انعكاساً لمجمل الحكاية الفلسطينية، وبهذا الإطار سارت الموسيقى باتجاهين تبعاً لكل من السيناريوهين المتوقعين لحياة آدم المستقبل، فهو إما أن ينشأ "أزعر" ومروج مخدرات قد ينتهي به المطاف قتلاً برصاص إحدى العصابات الإجرامية، أو أن يتعلم ويتفوق ويصبح رجلاً صالحاً يفيد نفسه وأسرته والمجتمع.
وحول ما إذا كان يخشى من ردود فعل غاضبة إزاء السخرية العالية في الألبوم، يجيب زايد: أعتقد أن الجمهور سيتفاعل مع الأغنيات التي سعيت أن تحكي بلسانه، وعامة الجمهور هي همي الأساس .. لا شأن لي إن غضب أحدهم لشعوره بأن أغنية ما تمسه، كل ما يمكنني قوله إن أغنياتي وليدة الشارع، وكلماتها تعبر عما يقول المواطن العادي في جلساته بالمقاهي، وفي الحافلات، وحتى خلال تجوله في الشوارع .. الألبوم يعكس قصص وحكايات الشارع.
ويضيف: سعيت من خلال الألبوم إلى التنوع في مضمون الكلمات والموسيقى .. أنا لا أشبه أحداً، أو على الأقل حاولت أن أكون نفسي .. صحيح أن ثمة تقاطعات فكرية مع فنانين عظام لهم باع طويل في هذا النوع من الأغنيات كزياد الرحباني، وسميح شقير، وغيرهم، لكني أقرب إلى "الهيب هوب" الذي يستخدم الموسيقى كإطار للكلمات، مع أنني أقدم ما يمكن تسميته بالموسيقى البديلة، بعيداً عن الكثير من الابتذال في الفضائيات التي باتت تقدم ألحاناً متشابهة مع تغيير في بعض الكلام، ووجوه المغنين والمغنيات، وفي تصوير الأغنيات.
وتأتي اسطوانة "تراب ــ باسل زايد" الجديدة بعد الاسطوانة الأولى "هادا ليل"، وحققت نجاحاً لافتاً في فلسطين وعدد من الدول العربية، مع أنها لم تكن بذات الأسلوب المباشر القريب من الناس كحال الاسطوانة الجديدة "آدم".

1 - Foaq El-Itmeh "On the darkness"
2 - Harb Ahleyeh "Civil war"
3 - Doleh "Country"
4 - Marhaba "Hello"
5 - Jarreb "Try"
6 - Sharreq gharreb "Go east go west"
7 - Intasar "Victory"
8 - Kunt "Yesterday"
9 - Adam "Adam"

0 comments: